أصول نظرية النقد النحوي لدى أبي حيان الأندلسي (دراسة تطبيقية علی تفسيره البحر المحيط)

الملخص

من الوضوح بمکان أن القرآن الكريم لعب دورا هاما في نشأة قواعد النحو العربي وسن قوانينه، كما أن النحو من جانبه لعب دورا بارزا في تفسير القرآن الكريم وكشف أسراره وإظهار يواقيته ودرره. وظهر الاهتمام الجاد بالنحو من قبل اللغويين والنحاة بسبب اختلاط العرب بغير العرب بالمعيشة أو المصاهرة أو التجارة، وبسبب دخول الأعاجم في الإسلام ومحاولتهم لفهم القرآن ووقوعهم في أخطاء، فخاف الغيورون من علماء المسلمين على اللغة من الضياع وعلى القرآن الكريم من سوء الفهم والتحريف كما حصل للكتب السماوية السابقة؛ فبدأوا باستجماع اللغة وبسن قواعدها.

ومنذ أن وضع العلماء باكورة القواعد النحوية اتخذوا في سن القوانين مناهج وأسسا خاصة بهم، فمن هنا اختلفوا في الأصول التي اتخذوها، وهذا ما جعل النحاة ينقدبعضهم بعضا وأدى اختلافهم في مناهج الدرس النحوي إلى الانقسام إلى مذاهب نحوية عديدة مثل مدرسة البصرة والكوفة والأندلس ومصر وبغداد، ومعظم أئمة النحو يتبع إحدى هذه المدارس، وثمة علماء لم يتبعوا تلك المدارس بل استقلوا بآراء خاصة بهم؛ بل هناك علماء عاشوا في دائرة مدارس نحوية خاصة ولكنهم خرجوا عليها في بعض الآراء ، فكانت أصول مدرسة البصرة تختلف بعض الشيء عن الأصول والمعايير عند الكوفيين وهکذا بقية المدارس النحوية، وهذا ما أدى إلى الاختلاف في النتائج التي توصلوا إليها.