تقويم مدى مشروعية ودقة توظيف الذكاء الاصطناعي في عملية إصدار الفتوى

الملخص

     يهدف هذا البحث إلى تقويم مدى أهلية الذكاء الاصطناعي للمساهمة في عملية إصدار الفتوى، وذلك من خلال دراسة تحليلية لتطبيقات التكنولوجيا الحديثة في حقل الفقه الإسلامي. ويبدأ البحث بتأصيل المفهوم العلمي للذكاء الاصطناعي، مع بيان قدراته التقنية في معالجة المعطيات الفقهية، وإبراز إمكاناته في الوصول السريع إلى مصادر الاستنباط الشرعي، وتحليل القضايا ذات البنية المعرفية المعقّدة.

    في المرحلة الثانية، يناقش البحث إمكانية اتصاف الذكاء الاصطناعي بالأهلية المطلوبة للقيام بدور المُفتي، مع التركيز على ما يعتري هذا التصور من إشكالات جوهرية، أهمها العجز البنيوي لهذه التقنية عن إدراك المقاصد المتغيرة للأحكام الشرعية، وعدم قدرتها على تحمّل المسؤولية الأخلاقية المرتبطة بالإفتاء. كما يتناول البحث حدود تدخل الذكاء الاصطناعي في العملية الاجتهادية، ليخلص إلى أن دوره المحتمل يجب أن يُفهم بوصفه "أداة دعم معرفي"، لا بديلاً عن الإنسان المجتهد.

    وتُظهر النتائج أن استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الفتوى لا يخلو من القيمة العلمية، شريطة أن يتم ضمن إطار ضوابط دقيقة، وبإشراف فقهاء متخصصين، بما يضمن احترام الخصوصية المعرفية والأخلاقية لمجال الإفتاء.