منظمة البريكس وإعادة تشكيل توازن القوى في النظام الدولي
DOI:
https://doi.org/10.64104/v9.SecondRound.Issue.6.n5.2024الكلمات المفتاحية:
البريكس، النظام الدولي متعدد الأقطاب، هيمنة الدولار الأمريكي، الاقتصاد العالميالملخص
تُعدّ منظمة البريكس تكتلاً دوليًا نشأ بدافع السعي إلى إحداث تحول بنيوي في النظام العالمي، وذلك من خلال الانتقال من نموذج الهيمنة الأحادية إلى نظام متعدد الأقطاب، تقوده مجموعة من الدول ذات الاقتصاديات الصاعدة التي تطمح إلى تعزيز دورها في صياغة المشهد الدولي. تهدف هذه المنظمة إلى توفير بيئة عالمية تتيح للدول النامية والأقل نموًا مشاركة أكثر فاعلية في صنع القرار الدولي، وتحقيق توازن أعدل في توزيع النفوذ.
ومع ازدياد التأثير الاقتصادي لأعضاء البريكس على الساحة العالمية، أبدت العديد من الدول اهتمامها بالانضمام إلى هذا التكتل الطموح، في مسعى للمشاركة في جهود إعادة تشكيل النظام الدولي. ويُعدّ تقليص هيمنة الدولار الأمريكي في المبادلات المالية الدولية من أبرز أهداف المنظمة، إذ تسعى إلى استبدال الاعتماد على الدولار بتداول العملات الوطنية بين أعضائها، واعتماد آليات مالية بديلة ومستقلة عن النظام المالي الغربي.
وعلى الرغم من التحديات البنيوية التي تواجهها المنظمة، كتفاوت الأنظمة السياسية والاقتصادية بين أعضائها، بالإضافة إلى استمرار النفوذ العسكري والمالي للولايات المتحدة، فإن البريكس قد تمكنت من توسيع نطاق حضورها وتأثيرها، لا سيما في المجالات الاقتصادية والسياسية. وقد اتخذت في هذا السياق خطوات استراتيجية هدفت إلى تقويض الهيمنة الأمريكية، وتعزيز الاستقلال عن المؤسسات المالية الخاضعة لنفوذ الغرب، مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. وتأتي هذه المبادرات في إطار الرؤية الأشمل للبريكس، الرامية إلى بناء نظام عالمي متنوع ومتعدد الأقطاب.
وفي ضوء هذه التحولات، يبدو أن النظام الدولي يسير باتجاه تعددية قطبية متزايدة. إلا أن تحقيق هذه الرؤية بشكل فعّال يظل مرهونًا بقدرة المنظمة على معالجة التباينات الداخلية بين أعضائها، والتوصل إلى آليات توافقية تضمن الانسجام في الرؤية والأداء. وإذا ما نجحت البريكس في تجاوز تلك العقبات، فإن النظام العالمي مرشح للدخول في مرحلة جديدة من إعادة التوازن، ستكون لها آثار عميقة في مختلف الأبعاد السياسية والاقتصادية العالمية.